ملامح السرد في القصيدة الغزلية عند شعراء الطوائف والمرابطين

الكلمات المفتاحية: ملامح السرد، الغزل، الأجناس الأدبية، شعراء الأندلس.

الملخص

يمثل الغزل أحد أهم الأغراض الشعرية التي حفل بها الشعر العربي، فاهتم به المتلقي اهتماماً بالغاً؛ لما يحركه فيه من مشاعر وجدانية يلامس بها شغاف القلوب، لذا دأبَ شعراء الغزل على تخير صورهم الشعرية بما يلائم ويحاكي ذلك الحب والشغف في نفوسهم تارة وفي نفوس متلقيهم تارة أخرى، فنقلوا تجاربهم الغرامية بصور شعرية متعددة الأنواع، فتارة حكوا صبابتهم وما لاقوه من صد الحبيبة أو فراقها، وتارة أخرى وصفوا صفو أيامهم في قرب من أحبوا ، وهذا كله لا يأتي مباشرة وإنما اختطوا له طريقا استطاعوا من خلاله تثبيت صورهم الشعرية، وقصائدهم الغزلية حتى جعلوها كالقصة المروية في شخوصها وأحداثها، معتمدين في ذلك ما يعينهم عليه سعة عقولهم ، فامتزج بذلك السرد بالشعر؛ كون الأول يمثل الخيمة الكبيرة التي استطاعت أن تغطي أغلب الأنواع الأدبية، فأخذ الشاعر من السرد الوصف والحوار، والمشهدية القصصية التي تعتمد التراتبية في سرد الحدث وتصويره، ونحن هنا لا نُحَمِّلُ القصيدة الغزلية ما لا تتحمله، أو إنّا نطلب منها أن تحوي جميع أساليب السرد والقص المعروفة بالقدر الذي نشير فيه إلى قدرة هذه القصيدة على الإفادة من تقنيات السرد وتوظيفها بما يخدم الغرض الذي كُتبت فيه الطريقة المتبعة في ذلك، والتمازج بين الشعر والسرد تمازجاً قديماً، فأرسطو وضع القص ضمن الشعر الملحمي، وبدأ القص في الشعر العربي منذ أن كان الشاعر يركب القفار ويروي رحلته وما يصادفه من أهوال ومتاعب، وما يلقاه في رحلة الصيد والبحث عن الجمان والشهد كما في أشعار هذيل، وعليه فإن الرؤية المعرفية التي ترى فصلًا حقيقياً بين الشعر والقص تحتاج إلى إعادة قراءة في منجزها وأحكامها.

التنزيلات

بيانات التنزيل غير متوفرة بعد.
منشور
2023-12-30